رواية “فضل الليل على النهار” لياسمينة خضرا بعيون أوكرانية
أولا وقبل كل شيء، أريد الإشارة إلى أن الكتاب الجزائريين غير معروفين بشكل كبير لدى القارئ بمنطقة أوروبا الشرقية، قد يكون للأمر علاقة بندرة ترجمة أعمالهم باللغة الروسية، أو لأن اللغة الفرنسية لا تشكل اهتماما كبيرا للقارئ بهذه المنطقة. على أية حال، بالنسبة لي شخصيا حاجز اللغة يعتبر الحجاب الرئيس بيني وبين الأدب الجزائري. كتاب ياسمينة خضرا “فضل الليل على النهار” أصبح بالنسبة لي فتحا عظيما. بدت أمامي الجزائر من خلاله في عالم مختلف تماما، مما جعلني أعيد التفكير في العديد من الظواهر الإجتماعية المهمة حول قيمة مصير الانسان، أحاول وضعها في الميزان. هل علينا الاستكانة للمصير؟، هل يمكن للانسان أن يقرر من هو؟، أن يكون ضحية أم أن يكون قائدا. البطل الرئيسي في الكتاب، يونس أو “جونيس”، لم يستطع أن يفهم مكانه تحت السماء، وكما يقال “ليس بلحم ولا سمك” (مثل روسي). موضوع الكتاب يأخذنا إلى وقت كان فيه ان تكون جزائريا معناه أن تكون عبدا، أن تكون تحت إرادة ما، كمعاق بامكانيات محدودة، بحيث لم يكن الجزائريون أربابا في منازلهم. كم من مرة.. الحزن الدائم والأسى المحتوم الذي لا يغير طريقه كوم...